
بغداد 24 – ايطاليا
بغداد 24 – امجاد ناصر
شهدت العاصمة الإيطالية روما أمسية فنية استثنائية جمعت بين السينما والشعر، بعنوان “الفنانون ضد الحرب“، وذلك تعبيراً عن التضامن مع غزة وبيروت، وإحياءً للذاكرة الجماعية في وجه العنف والإبادة. جاء الحدث تأكيداً على أن الفن لا يمكن أن يظل صامتاً في وجه المآسي، وبدعماً لمبادرتين تعززان ثقافة المقاومة والصمود.
وقال الدكتورعزالدين شلح, مؤسس ورئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي, و مهرجان غزة لدولي لسينما المرأة بأتصال مع بغداد 24 : تمثلت المبادرة الأولى في مهرجان غزة الدولي لأفلام المرأة، والذي من المقرر أن يقام لأول مرة في غزة من 26 إلى 31 أكتوبر 2025، تحت شعار “المرأة المجيدة في زمن الإبادة الجماعية“. أما المبادرة الثانية، فتدعم إعادة افتتاح سينما لو كوليسي في العاصمة اللبنانية بيروت، باعتبارها رمزاً ثقافياً حيوياً في زمن الدمار والانهيار, وقدمت البروفيسور أليساندرا ميكوزي عرضاً حول المهرجان الغزّي، مشيدة بجهود مؤسسه ورئيسه، الذي أطلق المبادرة بدعم من شبكة دولية من الفنانين والناشطات, ويهدف المهرجان إلى إعلاء صوت المرأة الفلسطينية من خلال أفلام تروي نضالاتها وتوثّق حياتها اليومية وسط واقع الحصار والاستهداف.
مضيفا: كما تم عرض رسالة فيديو من الدكتور شلاح أكد فيها أهمية تنظيم مهرجان مخصص للمرأة الفلسطينية، مسلطاً الضوء على النساء اللواتي فقدن أحبّاءهن ويواجهن الحياة وحدهن، مثقلات بتبعات الحرب والمآسي، مما يجعل من الفن وسيلة حيوية لعرض معاناتهن ومقاومتهن, وتخللت الأمسية عرض الفيلم الوثائقي القصير “وُلد من الموت” (1981) للمخرجة مونيكا مورير، الذي يوثّق مجزرة 17 تموز 1981 في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مقدّماً شهادة بصرية صادمة على العنف الذي يتكرر دون مساءلة.
مشيرا : وفي أجواء مفعمة بالتأمل، قرأ عدد من الشعراء نصوصاً شعرية متنوعة تحاكي الألم والأمل، وتجسد قوة الكلمة في مقاومة الصمت، من أبرزها: فتاة محترقة – نداء عالمي” لـ ماريانجيلا جوالتيري, العدو” لديفيد كارلي وسيرج بلوخ, تحت عواء الشهرة” لـ ألزا القيسي, ملاحظة” لـ إيتيل عدنان, كلمة لـ سوزان أبو الهوى في اتحاد أكسفورد, إذا كان لا بد أن أموت” – القصيدة الأخيرة لـ رفعت العرّير, يوميات من غزة“ و صمتاً من أجل غزة” و “المقامر أيضًا” لـ محمود درويش, كما تم عرض رسائل مصورة من المخرج الأمريكي ماثيو هاينمان، الذي تحدث عن رمزية سينما Le Colisée، ومن الفنانة اللبنانية ريتا حايك، التي تأملت في دور الفن والفنان في زمن الحرب, ونُظّمت الأمسية بدعم المؤسسات والمنظمات الثقافية والحقوقية، منها: الجمعية الإيطالية الثقافية والترفيهية (ARCI), منظمة ARCS للتضامن والتعاون والتنمية UCCA –اتحاد الأندية السينمائية آركي جمعية تيرو للفنون بيروت, مؤسسة الأرشيف السمعي البصري للحركة العمالية والديمقراطية (AAMOD, حملة “أوقفوا إعادة تسليح أوروبا“,مبادرة “الثقافة هي الحرية“ الشبكة السمعية البصرية النسائية الأوروبية (EWA), بدعم من شبكة عالمية من الفنانين والناشطين ومنظمات التضامن، جاءت الأمسية حدثاً حيوياً وتشاركيًا، حمَل رسالة واضحة: الكلمة والصورة لا تُقهر، والفن ما يزال أقوى من الحرب.

