الانسحاب الأمريكي وإنتصار طالبان و ثلاث أمنيات

كتب علي باپـيـر

في: (15/8/2021)م قامت حركة طالبان باقتحام العاصمة الأفغانية (كابل)، كما أن أمريكا قد سحبت جزءاً من قواتها في عجالة، بهذه المناسبة أقول:
1ـ أتمنَّى أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد اتعظت بأخطائها ولم تعد طامعة في غزو الدول، وأقرَّت بخطئها في دفع مبالغ طائلة دون جدوى، كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي (جوبايدن) ليلة: (16/17/8-2021)م بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد أنفقت أكثر من ترليوني (2000,000,000,000) دولار خلال عشرين عاماً في أفغانستان.


وأنا أقول: حسب ما نشرته كل من مجلة: (FORBES) و (US NEWS) فإن الحرب في أفغانستان قد خلّفت (6500) قتيلاً أمريكياً و (1144) قتيلاً من الناتو، وهذا دليل واضح على أنه لايشترط أن يستحسن الناس ما تستحسنه الولايات المتحدة، ولايمكن أن تملي قناعاتها ورؤيتها على الآخرين عنوة، كما أتمنى لهذه القوة العظمى التي تَعُدُّ نَفْسَها عمدة العالم “أن تكون أصبحت عاجزة عن أن” تقدِمَ على ارتكاب تلك الأغلاط التي أضرت بالشعب الأمريكي والشعوب الأخرى على حد سواء.


2ـ أتمنى أن تكون حركة طالبان قد اتعظت من ماضيها، وأخذت العبرة من أخطائها جرّاء قصر النظر والسذاجة والتعصب الأعمى، فتبدأ صفحة جديدة من التعامل الصحيح بعقل مفتوح وقلب واسع وخلق رفيع، على أساس الفهم النابع من شريعة الله العادلة، فلا تقدم صورة مشوهة ومرعبة عن الحكم والسلطة، وتباشر بتطبيق الشريعة متأسِّية بسنة رسول الله (محمد) “صلى الله عليه وسلم” وسيرته، من تربية الناس وتعليمهم وتأمين حاجياتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، لا من إنزال العقاب بهم وتشديد الخناق عليهم.
ومن الجليِّ أن الإسلام كان دَوْماً سبب سعادة وطمأنينة ورحمة للناس، وليس عامل إحراج وتضييق ومشقة، كما قال تعالى لنبيه “صلى الله عليه وسلم”: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107.


3ـ أتمنى أن لايستعجل الناس في حكمهم على حركة طالبان، فلا يقيسوا حاضرهم على غابرهم، ولايحكموا على واقعهم ومستقبلهم من خلال النظر إلى ماضيهم، بأثرٍ رجعي.
ثم طالما أن الشعب الأفغاني سالم حركة الطالبان ووقف إلى جانبها، حتى إن القوات التابعة للحكومة “والتي أوقفتها أمريكا بالمال والقوة على قدميها في غضون عشرين سنة الماضية على حساب الشعب الأفغاني” لم تقاتل بجدية، بل استسلم أفرادها ومعهم أسلحتهم لحركة طالبان، فلابد من احترام قرار الشعب الأفغاني وتقدير خياره.
وإني أشعر بالسرور والرضى من إعلان طالبان عن إصدار العفو العام، ويتوقع أن تكون قد أعادت النظر في العديد من المسائل، وتعلّمت من كل خسارة درساً.

Exit mobile version