البصرة تودع الدكتور المسرحي حميد صابر

بغداد 24 – العراق

البصرة –  أمجاد ناصر

نعت نقابة الفنانين العراقيين – فرع البصرة , رحيل الأستاذ الأكاديمي والمفكر المسرحي البروفيسور الدكتور حميد صابر , بعد صراع مرير مع المرض , ( لقد فقدت الساحة الفنية والأكاديمية واحدًا من أعمدتها البارزين )  علّامةً في مجال الفنون المسرحية ، وباحثًا متعمقًا في الفكر الجمالي ، وناقدًا مميزًا أثرى المكتبة الفنية بعشرات المؤلفات والدراسات التي أصبحت مراجع علمية مهمة , تخرج على يديه أجيال من الفنانين والأساتذة في معهد الفنون الجميلة في البصرة، وكلية الفنون الجميلة – جامعة البصرة، وكلية الفنون الجميلة – جامعة واسط، وكان حاضرًا دومًا بعلمه، وخلقه، وتواضعه، وحرصه على بناء الإنسان قبل الفنان, برحيله خسرنا قامة لا تتكرر، وصوتًا أكاديميًا مخلصًا، سكن قلوب محبيه، وظل منارة علمية تُهتدى بها الأجيال.

 وأشار نقيب الفنانيين في البصرة , فتحي شداد : رحيل موجع, كيف أودّع من كان لي معلّمًا حين وقفت لأول مرة على خشبة المسرح ؟ كيف أستوعب أن الذي زرع فينا حب الفنّ، ودقّ في قلوبنا أوتار الجمال ، قد غادر بصمت الفقد العميق ؟ رحل الذي كان أستاذًا لا يدرّس ، بل يضيء ، كان يختار كلماته كما يختار المخرج مكان الممثل بدقة وصدق، ومحبة.رحل الذي كان يحمل “كاروك” كأنه حلمُ الطفولة، ويزرع في “قيد دار” نداءً للحرية ، ويعيد لنا في “ملابس العيد” بهجة الطفولة المسروقة ، وكان في “الحر الرياحي” الصوت الذي لا يساوم على الحق.لم يكن مجرد أستاذ،كان ذاكرة فنية متقدة ، وحارسًا للنص، وللأخلاق و للقيم .وداعًا أيها الكبير, ستلتقي الآن بمعلمنا الأب الروحي د. طارق العذاري، وبأبينا الطيب جبار صبري العطية، أما نحن فنمشي على دربكم نحمل أرواحكم معنا، نحفظ وصاياكم و نعيد عرض ما تعلمناه منكم ، خشبةً بعد خشبة، ونصًا بعد نص , لن نقول وداعًا بل إلى اللقاء في الذاكرة وفي كل عرض يحمل اسمكم.

الدكتور حميد صابر الموسوي، ممثل ومخرج ومؤلف عراقي. استاذ جامعي مارس التدريس منذ عام 1981 في معهد الفنون الجميلة بالبصرة ودرس الإخراج وفن التمثيل وبعد ذلك قام بالتدريس في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة منذ عام 1991 بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عن الرسالة الموسومة (ماهية الصورة في العرض المسرحي) ودرس فنون المسرح المختلفة بالإضافة الى فلسفة علم الجمال وتاريخ المسرح العربي وثم قام بالتدريس في الجامعات السورية وأسس ورشةَ مسرحية في بيروت ودمشق وشارك بعدة مهرجانات عربية ومحلية. في بداية مسيرته المسرحية أسس فرقة مسرح الساعة في البصرة التي كانت تضم مجموعة من هواة المسرح ومن خلال هذه الفرقة قدم أعمالا أبرزها هاملت يستيقظ متأخرا والمهرج وباب الفتوح وماذا في الصحيفة اليومية وأخرج للمسرح القومي في المدينة الأعمال التالية احتفالية للوطن والناس من تأليف الشاعر شاكر العطار وقدم في الكلية الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام نقدي بارز وجوائز وشهادات تقديرية منها قيدار تأليف الشاعر الكبير عبد الكريم العامري ثم ملابس العيد للشاعر الكبير كاظم الحجاج ومسرحية كاروك للشاعر المبدع عبد الكريم العامري وحصلت هذه المسرحية على جائزة الإبداع الكبرى في مهرجان المسرح العراقي الخامس وأخرج مسرحية الحر الرياحي التي قدمت في مسارح دمشق وبيروت واشترك بعدة أعمال تلفزيونية ولديه دراسات وبحوث في فلسفة المسرح وجمالياته ونشر في الصحف والمجلات العربية والعراقية قام بتأليف مسلسل ظل الحكايا، وأخرج مسرحية سليمان الحلبي , وشارك في بطولة العديد من المسلسلات العرقية و العربية .

Exit mobile version