الذكاء الاصطناعي على طاولة الكونغرس: تحذيرات من موجة “هجمات السيبرانية” تهدد الأمن القومي

بغداد 24 – أمريكا

​عقدت لجان فرعية في مجلس النواب الأمريكي، منها لجنة الأمن الداخلي ولجنة الرقابة والمساءلة، جلسات استماع مكثفة خلال شهر ديسمبر 2025 لمناقشة التهديدات المتصاعدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي في الفضاء السيبراني. وحذر خبراء تقنيون ومسؤولون أمنيون أمام المشرعين من أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح محركاً أساسياً لأتمتة دورة حياة الهجمات السيبرانية بالكامل، بدءاً من استكشاف الثغرات وصولاً إلى تنفيذ الاختراقات وسرقة البيانات بسرعة فائقة تتجاوز قدرات الدفاع التقليدية.

​وأشارت النقاشات إلى أن التكنولوجيا الجديدة خفضت بشكل كبير التكلفة والمهارة المطلوبة لتنفيذ هجمات معقدة، مما سمح لجهات معادية ودول مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى جماعات الجريمة المنظمة، بشن عمليات تجسس وتخريب سيبراني واسعة النطاق.

وسلط النواب الضوء على تقارير حديثة كشفت عن استخدام نماذج لغوية متقدمة لتطوير برمجيات خبيثة قادرة على تغيير كودها ذاتياً لتجنب الكشف، بالإضافة إلى استخدام تقنيات “التزييف العميق” لإسقاط المؤسسات المالية عبر انتحال شخصيات قيادية.

​وفي ختام الجلسات، دعا المشرعون إلى ضرورة تسريع القوانين التي تفرض ضوابط أمنية على مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص ووكالة أمن البنية التحتية والأمن السيبراني (CISA).

وأكد المشاركون أن الولايات المتحدة تخوض “سباق تسلح رقمي”، حيث يتطلب الحفاظ على التفوق التكنولوجي ليس فقط الابتكار في الهجوم، بل بناء أنظمة دفاعية استباقية تعتمد هي الأخرى على الذكاء الاصطناعي لصد الهجمات في وقتها الحقيقي قبل وقوع الضرر.

Exit mobile version