بغداد 24 _ مصر
دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في قمة القاهرة للسلام، اليوم السبت إلى إنشاء صندوق لدعم وإعمار قطاع غزة.
وقال السوداني في قمة القاهرة للسلام: الشعب الفلسطيني يتعرض إلى عملية إبادة جماعية باستهداف المدنيين في المجمعات السكنية والكنائس والمستشفيات كان أبرزها مجزرة مستشفى المعمدانية التي أظهر فيها الاحتلال الصهيوني وجهه الحقيقيّ ونواياه التي تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء.
وأضاف، إنها جريمة حرب مكتملة الأركان بدأت بقتل العزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياء منهم.
وتابع، إنه لمن الصعب حقاً أن نصوّر بالكلمات، ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة لا تنقطع ومذابح لا تتوقف ودفن للأبرياء تحت أنقاض منازلهم على أرض نزوحهم الأوّل أيام نكبة عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين.
وأوضح، ان غزة اليوم تشكل امتحاناً جديداً للنظام العالميّ الذي فشل مرات عدة في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية، وكانت ومازالت فلسطين شاهداً حياً على هذا الفشل.
وأردف بالقول، ألم يحن الوقت لوضع حد لهذا الاحتلال البغيض؟ أما آن لنا وقف معاناة هذا الشعب المكافح الصامد؟ وأن نقرّ بأنّ الظلم لا ينتج سلاماً مستداماً، وألّا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء العنف إلا بإزالة أسبابه، وفي مقدمتها الاحتلال وسياسات التمييز العنصري.
وقال السوداني: الكيان الصهيونيّ اليوم مستمر في خرق القوانين بما فيها قوانين الحرب وهو ما سيؤثر في الأمن الدولي واستدامته، وقد يمتد الصراع إقليمياً بما يهدد إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية، ويضيف إلى أعباء الأزمات الاقتصادية العالمية عبئاً آخر، ويفتح الباب على صراعات أعمق وأوسع.
وأشار إلى ان القضية الفلسطينية ما كانت لتصل إلى هذه الأوضاع المأساوية لو أنّ القرارات الدولية جرى احترامها.
وتابع ان العراق يرفض بشدة محاولات إفراغ قطاع غزة من أهله، ولا مجال أبداً للحديث عن إعادة التوطين، أو خلق معسكرات للّجوء، أو غير ذلك من دعوات عفا عليها الزمن وليس من مكان للفلسطينيين إلّا أرضهم.
وشدد السوداني على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة، ومن ثمّ العمل بعد ذلك على ضمان تبادل آمن وشامل للأسرى والمعتقلين.
وبين إذا أردنا للمأساة ألّا تتكرر يجب أن تبذل الجهود من أجل رفع الحصار، بشكل كامل، عن قطاع غزة.
ودعا السوداني إلى إنشاء صندوق لدعم وإعمار قطاع غزة ونحن في العراق، لن نتأخر عن تقديم أية مساعدة ممكنة.
وأكد السوداني على أهمية وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها.
وأوضح، انه ليس من حق أحد أن يتصالح وأن يتنازل أو أن يتبرّع نيابةً عن الشعب الفلسطيني فالفلسطينيون هم أصحاب الأرض والقضية.
وتابع بالقول: الشرعية الدولية ومعها كل الشعوب الحرة التي تؤمن بالعدل والإنسانية على امتداد الأرض، تنادي ولا زالت بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، دولة لا تمزّقها المستوطنات، أو تذلّها المعابر وسياسات التجويع.
وأشار إلى ان الاستمرار بتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتج إلّا المزيد من العنف والتطرف، وكذلك المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم.