بقلم الكاتب : هادي جلو مرعي
أعترف أنني منحاز للعرب والعروبة واللغة العربية، ولكني أحترم بقية الشعوب والقوميات واللغات، وأعد ذلك تنوعا محمودا يقرب، ولايباعد بين البشر لأن الإنسان بطبعه محب للإكتشاف والمعرفة والحصول على المعلومات، والتعرف على الثقافات، وتعلم لغات الأمم الموزعة على َ مساحة هذا الكوكب المهدد من سكانه المعادين لبعضهم، والطامعين ببعضهم، ولذلك هم في صراع دائم، يهدأ على جبهة، ويشتعل على أخرى، ويحرق الحياة، ويعطل التنمية، ويؤخر مسير البشرية نحو المستقبل.
هذه الأيام تزداد وتيرة التفاهمات في الشرق الأوسط، ومعها التحركات الدبلوماسية، وعبارات الغزل بين طهران والرياض والقاهرة وأنقرة، وتتسارع معها الأحداث مع زيادة في هرمون التفاؤل الذي تتشبع به محادثات فيينا لضمان عودة أمريكية إيرانية الى بنود الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الإقتصادية التي فرضها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، مع بقاء الموقف الإسرائيلي على حاله لتعطيل العودة الأمريكية من خلال إستفزاز طهران التي لايبدو أنها في معرض الإستجابة لتلك الإستفزازات حتى لو كانت عن طريق العبوات المتفجرة التي توضع لسفن إيران في البحار، مع فهم طبيعة الردود الإيرانية في مواضع أخرى.
ملف الحرب في اليمن، ورغبة سعودية لإنهاء النزاع مع الحوثيين، تقابلها رغبة إيرانية تكشفت بلقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع المتحدث بإسم الحوثيين بعد وقت قصير من تصريحات لافتة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي وجه عبارات هادئة الى الحوثيين، ووصفه لإيران بالجارة، ثم تصريحات من الخارجية الإيرانية التي وصفت السعودية بالبلد المهم الى جانب إيران في المنطقة، والعالم الإسلامي، وإمكانية التفاهم، ثم توجه المبعوثين الأمريكي والأممي الى اليمن الى الرياض للإجتماع بمسؤولين سعوديين، ومن حكومة هادي.
يمكن الوصول الئ لغة تفاهم مشتركة بين الأفرقاء لتوفير فرص حياة أفضل لشعوبها، وليس شرطا أن تكون تلك اللغة هي العربية التي روي عن الرسول الكريم قوله فيها: إنها لغة أهل الجنة، بينما يمازح أحد المسؤولين الإيرانيين بالقول: إن لغة أهل الجنة هي الفارسية، بإعتبار إن حديث أن العربية لغة أهل الجنة مصطنع من القوميين العرب المتعصبين الذين يفاخرون بعروبتهم.