
بغداد 24 _ بغداد
عبير عبد الوهاب
في مسيرة الإنسان، تتعدد الطرق وتتشابك المفاهيم حول معنى القمة.
البعض يظن أن القمة تُقاس بالمناصب، أو بالثراء، أو بمدى إعجاب الآخرين بهم.
لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير؛ فهناك نوعان من الناس يختلفان تمامًا في كيفية رؤيتهم لمفهوم القمة.
النوع الأول:- من يعيش في وهم القمة.
هؤلاء غالبًا ما يخدعون أنفسهم بأنهم في أعلى السلم، بينما هم غارقون في الوحل.
قد يكون الوحل هنا رمزًا للغرور، أو للفساد، أو للاستسلام لزيف المظاهر.
إنهم يتوهمون النجاح لمجرد أن الآخرين يصفقون لهم، أو لأنهم يجلسون على كرسيٍّ يظنونه قمة السلطة والمجد، بينما حقيقتهم هشّة.
النوع الثاني:- من يصنع القمة بصدق.
هؤلاء لم يرضخوا لمحاولات الآخرين أن يجعلوا منهم نسخًا مشوّهة، ولم يتنازلوا عن جوهرهم الأصيل.
إنهم يرفضون القوالب الجاهزة، ويصمدون في وجه الإغراءات والتزييف.
هؤلاء هم من يعيشون القمة الحقيقية، لأنهم لم يخسروا أنفسهم في الطريق إليها.
باختصار، القمة ليست مكانًا جغرافيًا نصل إليه، ولا منصبًا نتربع عليه، ولا ثروةً نراكمها.
القمة الحقيقية هي ثبات الإنسان على ذاته، وصدقه مع نفسه، وقدرته على أن يبقى أصيلًا مهما حاول العالم تغييره.