بغداد 24 ـ العراق
قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس رفائيل ساكو اليوم الاربعاء 4 اب 2021 ان اعداد المسيحيين في العراق انخفضت ،فيما عانت الأقليات الاستهداف والتهديد والاضطهاد .
وأضاف في رسالة تلقت ” بغداد 24 ” نسخة منها ان العقدين الاخيرين، عانت الاقليات في العراق من الضغوطات التعسفية والاضطهادات والاستحواذ على ممتلكاتهم والتهجير والتهديد والقتل وسبي النساء، يكفي ان نذكر ما حصل لمكونات وطنية أصيلة مثل الايزيديين والمسيحيين.
وأضاف لقد كان عدد المسيحيين في العراق قبل سقوط النظام مليونا ونصف المليون، واليوم عددهم اقل من خمسمائة ألف نسمة. أمام هذا الواقع المؤلم، وان القضية المركزية للأقليات هي كيف البقاء والتواصل أمام التحديات التي تهدد وجودها..مؤكدا ان الدولة لم تبادر الى عمل شيء ملموس لحماية الأقليات فمصيرها الهجرة. وهذه تكون علامة استفهام، أمام المحفل الدولي.
وأوضح الكردينال ساكو ان الدولة هي الأساس عندما تكون دولة قوية دولة المواطنين جميعاً ومسؤوليتها هي الحفاظ على الفسيفساء العراقي الرائع من دون النظر الى العدد، ولا الى الدين الذي هو مسألة شخصية خاصة بين الإنسان والله. هذه المكوّنات الصغيرة الأصيلة والمشرقة بقيمها وإخلاصها تشكل مع بعضها ألوان الطيف العراقي الجميل. على الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها تجاه كافة المواطنين وتحتضنهم كأشخاص متساوين، وتستعيد حقوقهم وتحميهم، وتؤمّن كرامتهم من خلال بناء دولة مدنية وديمقراطية، وإيجاد آليات لإدارة التعددية لكي يغدو هذا التنوع ثراء وإضافة لإدامة العيش المشترك المتناغم، والثقافة العراقية، ذلك من خلال إقرار القوانين والعمل الجاد على تنفيذها، على أرض الواقع وليس على الورق، وصد كل محاولات الإقصاء والتهميش والتهجير.
وتحدث بطريرك الكلدان في العراق والعالم يمكننا أن نلمس بأننا أمام تراجع الأخلاق ببعدها الروحي والاجتماعي واعتقد انها السبب في تدهور المنظومة بكاملها. لو الأخلاق الحميدة باقية فما كان هناك فساد ولا تفجيرات ولا قتل للأبرياء ولا خطف. العراقيون بحاجة ماسّة الى استعادة القيم الأخلاقية وثقافة مجتمعية سليمة، والا سنشهد المزيد من الأزمات.
وخلص الى القول لا يقدر المواطنون المسلمون بغالبيتهم العددية، ان يستغنوا عن الاقليات. الحمد لله هناك تغيير يحصل في العقلية، خصوصاً بعد زيارة قداسة البابا فرنسيس للعراق وخطاباته عن الاخوَّة والتنوع، وايضاً قول المرجع الشيعي الاعلى سماحة السيد علي السيستاني ” انتم جزء منا ونحن جزء منكم” ، لكن على الحكومة دعم هذا التغيير مادياً ومعنويّاً عبر مؤسساتها التربوية والثقافية والاعلامية وبنحو ملموس.