
بغداد 24 – العراق
نينوى – أمجاد ناصر
احتضنت مدينة الموصل المؤتمر العلمي السنوي لعلاج العقم وأطفال الأنابيب، بإشراف المستشفى البريطاني في أربيل والمراكز العراقية – البريطانية في بغداد والبصرة، وبمشاركة نخبة من الأطباء والاختصاصيين من داخل العراق وخارجه، وذلك تمهيداً لافتتاح مركز متخصص في الموصل لعلاج العقم وطب النساء والتوليد.
وناقش المؤتمر أحدث التطورات في علاج العقم وتأخر الإنجاب، إضافة إلى تقنيات أطفال الأنابيب وتحديد جنس المولود، وشهد عرض بحوث وتجارب علمية متقدمة، فضلاً عن جلسات نقاشية لتبادل الخبرات بين الأطباء العراقيين ونظرائهم من بريطانيا ودول أوروبية أخرى.
وأكد الدكتور محمد زهير الهادي، أخصائي العقم وأطفال الأنابيب وخريج الكلية الملكية البريطانية: أن “التطورات الطبية الحديثة في هذا المجال بدأت تحقق نتائج مبهرة في العراق بفضل الخبرات المتراكمة والشراكات الدولية، حيث وصلت نسب النجاح إلى أكثر من 70% في بعض الحالات المعقدة، وهي نتائج تضاهي المراكز العالمية”. وأضاف أن هذه النجاحات “لم تقتصر على الجانب الطبي، بل حملت قصص أمل لعائلات عانت لسنوات طويلة من العقم، من بينها ولادة توائم بعد محاولات فاشلة استمرت لأعوام داخل وخارج العراق“.
من جانبه، أوضح الدكتور أندرو مارك، أخصائي الأجنة والعقم في المستشفى البريطاني: “هذه هي زيارتي الثانية للموصل، وأنا سعيد جداً بما أشاهده من تقدم لدى الأطباء العراقيين، الذين أصبحوا يستخدمون أحدث التقنيات في مراكزهم في أربيل وبغداد والبصرة، ونتائجهم تضاهي المراكز الأوروبية“.
كما أكدت الدكتورة سكينة عبد الجبار التميمي من نينوى أهمية هذه المؤتمرات في تعزيز تبادل المعرفة وتطوير الكفاءات العراقية، مشيرة إلى نجاحات بارزة مثل علاج حالات وراثية معقدة بوسائل متقدمة متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
بدوره، عبّر الدكتور وسام أمجد كاكا، أستاذ مساعد في جراحة الأطفال بجامعة هولير الطبية، عن فخره باحتضان الموصل لهذا الحدث، واصفاً إياه بـ”العودة القوية للمدينة إلى موقعها العلمي الرائد في العراق“.
أما الدكتور محمد شاكر حمودي من أربيل، فأكد أن المؤتمر “يمثل نقلاً مباشراً لتجربة بريطانيا إلى العراق”، مشيداً بالجهود المبذولة لرفع مستوى الاختصاص.
وأشار الأستاذ صلاح العنزي، نائب رئيس مركز السلام وحقوق الإنسان في نينوى، إلى أن المؤتمر “يأتي بالتزامن مع الاستعداد لافتتاح مركز جديد لأمراض العقم وأطفال الأنابيب في الموصل، ما سيخفف من معاناة الأهالي الذين كانوا يضطرون للسفر إلى محافظات أخرى للعلاج“.
كما شددت سهام علي محمد، مديرة مستشفى عطاء الإماراتي في أربيل، على أن “هذه الندوات تمثل فرصة مهمة للتحديث المستمر ومواكبة الجديد في المجال الطبي، وهو ما ينعكس إيجاباً على الموصل وأهلها“.
من جانبها، اعتبرت رئيسة الممرضات وزيرة سعيد أن المؤتمر “خطوة مهمة لتبادل الخبرات ومواكبة الطب الحديث”، مشيدة بالمحاضرات العلمية التي قدمها أطباء عراقيون وبريطانيون، من بينهم الدكتور ليندون مايلز الذي تحدث عن مستقبل الاختبارات غير الجراحية، والدكتور أندرو جلازير حول آفاق علاج الخصوبة، والدكتورة مها بوزيد التي عرضت آخر التحديثات في علم الوراثة.
وبذلك، رسخ المؤتمر مكانة الموصل كمدينة علمية تعود بقوة إلى الساحة الطبية العراقية والدولية، فاتحاً آفاقاً جديدة أمام العائلات التي تبحث عن الأمل في تحقيق حلم الإنجاب.







