بغداد تتوشّح بالسواد وتكمل استعداداتها لاحتضان زوّار الإمام الجواد (عليه السلام)
بغداد 24 ـ بغداد
في ليلةٍ تتوشّح فيها بغداد بالحزن، وتتهيّأ شوارعها لاستقبال جموعٍ زاحفةٍ من كل حدبٍ وصوب، تخفق القلوب بوجع الفقد وتفيض العيون بالدمع، مع اقتراب ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام). مشهدٌ مهيبٌ يتكرّر كل عام، لكنّ ألمه لا يبهت، ووهجه لا يخبو، فالمحبّون يشدّون الرحال نحو الكاظمية، مشياً على الأقدام حاملين دعواتهم وآهاتهم، يستظلون برحمة الإمام ويجددون العهد والولاء.
وسط هذه الأجواء المفعمة بالحزن والروحانية، أكد مجلس محافظة بغداد، اليوم الاثنين، استكمال جميع الاستعدادات لاستقبال الزائرين، واضعاً خطةً محكمة تؤمّن الزيارة وتوفّر سبل الراحة لملايين المشاركين في هذا الحدث الديني الكبير.
عضو المجلس نجم عبد العامري قال، لاحدى الوكالات، إن “الحكومة المحلية في بغداد وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والخدمية أكملت كافة الاستعدادات لإحياء زيارة استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام).
يوم غد الثلاثاء، وتم وضع خطة أمنية وخدمية خاصة بهذه الزيارة”.
خطة أمنية بلا قطوعات وتوفير للعجلات وبيّن العامري أن “الخطة الأمنية لم تشمل أي قطوعات في شوارع العاصمة بغداد، وحتى في المناطق القريبة من مدينة الكاظمية”. كما تم وضع خطة مع وزارة النقل من أجل توفير العجلات لغرض نقل الزوار، خاصة وأن الزيارة ستكون مليونية ونحن مستعدون لها على كافة الأصعدة”.
ويقام سنوياً في ذكرى استشهاده، وتحديداً في نهاية شهر ذي القعدة، تجمعٌ مليونـي في مدينة الكاظمية شمال بغداد، حيث يرقد مرقده الشريف إلى جانب جده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
ويعد هذا الحدث من أبرز المناسبات الدينية في العراق، إذ يتوافد الملايين من الزائرين من مختلف المحافظات، بل ومن دول الجوار، مشياً على الأقدام، لإحياء الذكرى وتجديد العهد مع الإمام، في مشهدٍ يجمع بين الحزن والولاء والتحدّي، ويعكس عمق الارتباط الشعبي بالإمام وأهل بيته.
