تشييع وعزاء الكابتن والإعلامي شدراك يوسف في أربيل

بغداد 24 –العراق
أربيل – أمجاد ناصر
بأجواء يخيّم عليها الحزن والأسى، ودّع الرياضيون والإعلاميون وجماهير الكرة العراقية، اللاعب والمدرب والمعلّق الرياضي البارز شدراك يوسف، عن عمر ناهز 83 عام, رحل بعد صراع لأكثر من أربعة سنوات مع المرض، تاركًا إرثًا غنيًا في الملاعب وفي الإعلام الرياضي.
وأكد نجل الراحل، رمسن شدراك يوسف: نتيجة مضاعفات عملية جراحية أُجريت له قبل أربع سنوات لاستئصال القولون والمستقيم بسبب إصابته بمرض السرطان, تدهورت صحة الوالد في أيامه الأخيرة، إذ توقفت الكليتان عن العمل، وبقي على المغذيات أسبوعه الأخير عاجزًا عن تناول الطعام أو الشراب, فساءت حالته كثيرًا حتى وافته المنية.
كتب أرشيفه بخط يده
وأضاف شقيقه زيا شدراك يوسف: البداية نعزي أنفسنا ونعزيكم جميعًا، لأن هذا ليس مصاب العائلة فقط، بل مصاب العراق كله, الوالد قدّم للعراق كلاعب، مدرب، وإعلامي, لم يكن ملكًا لنا بل جميع العراقين, وأنا احتفظ بأرشيف كامل بخط يد والدي، إلى جانب الميداليات التي حصل عليها، و مسيرة الراحل تميزت بالروح الرياضية، حيث لم يتلقَ أي بطاقة ملونة طوال مشواره، وكان يعتذر حتى لو كان هو المتضرر في اللعب.
شهادات من الوسط الرياضي والإعلامي
كما وصفه الصحفي الرياضي خضير حمودي أحمد : ترك الفقيد إرثًا كبيرًا في كرة القدم والإعلام، كان لاعب وسط يتميز بالأخلاق والانضباط، لكنه تعرّض لظلم إعلامي وإداري، إذ لم يحظَ بالعناية التي يستحقها رغم زيارات بعض المسؤولين له خلال مرضه. فترك غصة في قلوبنا، وكان يستحق اهتمامًا أكبر, ابا زيا مسيرة و ذاكرة و ارشيف اعلامي رياضي كبير بعد اعتزاله الكرة و اللعب, و ما زلنا نتذكر برامحه الرياضية وصوته بالتعليق, كما قدم حلقة للبرنامج الشهير الرياضة في اسبوع بعد مغادرة الاستاذ المعلق الكبير مؤيد البدري.
ويضيف المدرب الكروي أمين فليب: رحيل الكابتن شدراك يوسف يمثل خسارة كبيرة ليس فقط للوسط الرياضي، بل لكل أبناء العراق، لأنه علم من أعلام الرياضة العراقية وقامة معروفة كلاعب ومدرب ومعلق, و ذكرياتي معه تعود إلى فترة تدريبي لنادي الأثوري عام 2004 أو 2005، حيث كنا نعمل معًا ونتشارك العمل اليومي. كانت بيننا علاقات طيبة وذكريات جميلة, و كان طاقة إيجابية متجددة، دائم التفاؤل، ويحب التمرين والجري ويحافظ على لياقته باستمرار. عشت معه فترة طويلة، خصوصًا خلال تواجدي مع الكابتن الراحل عمو بابا، حيث كنا نلتقي كثيرًا في بيتنا, و برحيله فقدنا شخصية رياضية نادرة الحضور، وابتسامة دائمة لم تفارق الميدان“.
من جانبها، قالت بيان صليوا، مشرفة فريق الطائرة في نادي أكاد: كان داعمًا كبيرًا للرياضة النسوية، ويسعى لإبراز اللاعبات في الإعلام بهدف تحفيزهن، وكان طاقة إيجابية ومتفائل دائمًا، وعملت معه في نادي الأثوري وكانت لنا ذكريات جميلة.
كما استذكره الإعلامي الرائد شمعون متي: عملت مع شدراك يوسف في قناة عشتار الفضائية، وكان رجل ودود وطيب، ترك أثرًا كبيرًا في الوسط الرياضي والإعلامي، وخسره ليس العراق فقط بل الوطن العربي والعالم .
كما نعاه، كلدو رمزي مدير الثقافة والفنون السريانية في أربيل: اليوم نودع نجمًا من نجوم الرياضة والإعلام، لكنه سيبقى حاضرًا بروحه وصوته الذي منح الحماس للمشجعين، وهو امتداد لجيل النجوم من أبناء شعبنا الأشوري الكلداني السرياني .
وداع بحجم الوطن
يُعد الكابتن شدراك يوسف من مواليد 1942 في مدينة الحبانية, أحد ألمع نجوم خط الوسط في الكرة العراقية، إذ بدأ مشواره من مدينته الحبانية ضمن الفرق العسكرية، ومثّل المنتخب العراقي في 31 مباراة دولية سجل خلالها هدفين, و حقق كأس العرب الثالثة عام 1966 في بغداد، ونال خلالها لقب أفضل لاعب في البطولة, كما أحرز لقب كأس العالم العسكرية عام 1972 مع المنتخب العسكري، و اعتزل اللعب عام 1975, دون ان يحصل على أي بطاقة ملونة طوال مسيرته الكروية, ثم توجه لتدريب المنتخب النسوي لكرة القدم, وعمل في الصحافة والأعلام الرياضي فضلا الى التعليق, وبرحيله خسر العراق واحدًا من أعلامه الذين جمعوا بين العطاء الرياضي والرسالة الإعلامية., ظل طوال مسيرته مثالًا للخلق الرفيع والالتزام، وترك إرثًا سيظل شاهدًا على وفائه للرياضة العراقية حتى آخر أيامه.


