جيش من الجنود الآليين يخطو إلى ساحات المعارك… هل العالم مستعد؟

بغداد 24 _ متابعة
تتسارع الخطى في ميدان التطور العسكري نحو عصر جديد من الحروب تقوده الروبوتات المقاتلة أو ما يُعرف بالجنود الآليين الذين يجمعون بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات القتالية المتقدمة لتغيير شكل المعارك التقليدية بصورة جذرية
هذه الآلات العسكرية باتت تمتلك قدرات عالية على الرصد والتحليل واتخاذ القرار في أجزاء من الثانية مع إمكانية تنفيذ المهمات القتالية دون تدخل مباشر من الإنسان الأمر الذي يثير تساؤلات كبيرة حول أخلاقيات الحرب ومستقبل السيطرة البشرية على القرار القتالي
تعمل الدول الكبرى حالياً على تطوير أجيال مختلفة من الجنود الآليين منها طائرات مسيّرة ذاتية القيادة ودبابات وروبوتات ميدانية صغيرة قادرة على القتال في البيئات المعقدة أو المناطق الحضرية
تتميز هذه الأنظمة بدقة استهداف عالية وقدرة على العمل في ظروف قاسية مع استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات ساحة المعركة لحظة بلحظة والتفاعل مع التغيرات المفاجئة بسرعة تفوق الإنسان
ويرى الخبراء أن الجيوش التي ستتمكن من دمج هذه التقنيات أولاً ستحقق تفوقاً استراتيجياً كبيراً في الميدان لكن في المقابل يحذر باحثون في القانون الدولي من أن الاعتماد المتزايد على الأنظمة المستقلة قد يؤدي إلى حروب بلا محاسبة حيث لا يمكن تحميل الروبوت مسؤولية قانونية عن أخطاء القتال أو الضحايا المدنيين
تسعى الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية إلى وضع أطر قانونية تضبط استخدام الأسلحة الذاتية التشغيل وتمنع انتشارها دون رقابة، فيما تدعو مؤسسات علمية إلى فرض حظر دولي على الروبوتات القاتلة حتى يتم تحديد مسؤوليات استخدامها بوضوح
وفي الوقت نفسه تتنافس الشركات التقنية الكبرى على تطوير خوارزميات تجعل الآلة تفهم السياق الإنساني وتتخذ قرارات أكثر انضباطاً أخلاقياً، في حين يرى آخرون أن محاولة منح الآلة “وعياً أخلاقياً” قد تكون مخاطرة أكبر من تركها بلا ضوابط
يبدو أن العالم يقف اليوم على أعتاب تحول عسكري غير مسبوق، حيث يتراجع دور الجندي البشري تدريجياً أمام الجندي الآلي الذي لا يعرف الخوف ولا التعب، ويبقى السؤال المطروح بقوة: هل العالم مستعد لجيش بلا روح؟



