
بغداد 24 – العراق
✍🏼 بقلم: عبير عبد الوهاب
بعض الرجال لا يبحثون عن شريكة، بل عن ضحيّة تموّل ضعفهم.!
في زمنٍ أصبحت فيه الأدوار مختلطة، والمفاهيم مقلوبة، يطلّ علينا واقعٌ مؤلم:
رجالٌ يتنصلون من مسؤولياتهم، ويبحثون عن امرأة موظفة لا ليشاركوها الحياة، بل ليقتسموا معها الأعباء… ويتهرّبوا من واجباتهم.
أين ذهب مفهوم القوامة؟
أين اختفت رجولة الاحتواء؟
أصبح كثيرٌ من الأزواج يتعاملون مع الزواج كـ”صفقة” مالية، لا ميثاق غليظ.
يطالب بزوجة عاملة، تُنفق وتتحمل وتقف معه في الحلوة والمُرّة، لكنه لا يمنحها أدنى حق من حقوقها العاطفية أو المعنوية أو حتى الإنسانية!
لماذا أصبحت المسؤولية عبئًا تهرب منه بعض الرجال؟
لأن القيم تراجعت، وأصبح الرجل يُقاس بما يملك لا بما يتحمل.
لأن المجتمع يبرر فشله بحجة الظروف الاقتصادية، ويُحمّل المرأة فوق طاقتها.
لأن بعض الرجال يريدون امرأة تُنفق، تُربّي، تُسامح، وتصمت لكنه لا يريد أن يُعطي، يُعيل، يُراعي، أو حتى يُنصت.
المرأة كانت الملاذ، فصارت الحِمل
الله خلقها سكَنًا، حنانًا، قلبًا يأوي إليه الرجل إذا ضاقت الحياة، لكنه اليوم يطالبها بأن تكون الأم والمُعيلة والمربية، ويعاملها كآلة لا كأنثى.
يتجاهل أن الأمان لا يُشترى، وأن الحب لا يُفرض، وأن المرأة حين تُقهَر، تموت ببطء ولو كانت تبتسم.
هؤلاء لا يستحقون حتى فرصة واحدة
نعم، بعض البشر – رجالًا كانوا أو نساء – لا يستحقون حتى فرصة واحدة.
من يُحمّل غيره وزر ضعفه، من يخون المسؤولية، من يخذل من احتضنه، من يرى الزواج عبودية أو وسيلة راحة.
هؤلاء لا يليق بهم أن تُمنح لهم حياة مشتركة أصلًا، لأنهم لا يفهمون قدسية “الميثاق الغليظ”، ولا يعرفون كيف يكون الإنسان أهلًا لأن يُشارك روحًا أخرى.
الزواج ليس مشروع هروب من الفقر، ولا صفقة تبادل مصالح.
إنه مسؤولية، أمانة، ومكان يُفترض أن يكون دفئًا لا سجنًا.
حين يفقد الرجل مسؤوليته، تُجبَر المرأة على أن تُصبح نصفين نصفها لها، ونصفها عليه حتى تذبل وتنهار.
وما أكثر النساء المنهكات اليوم من رجولة منقوصة، وقلوب لا تعرف إلا الأخذ دون عطاء.