
بغداد 24 _ العراق
✍🏼عبير عبد الوهاب أحمد
في زمنٍ تتسابق فيه الشعارات حول العدالة والحقوق والضمير، يغيب تمامًا صوت من لا صوت لهم… الحيوانات.
تُركت الأرواح الأضعف تتألم في الظل، لا لذنب اقترفته، بل لأن الإنسان قرر أن يكون متجبرًا في الأرض، لا مسؤولًا.
في الشوارع، وتحت الجسور، وبين أنقاض المدن، تقبع كلاب جائعة، وقططٌ منهوكة، وطيورٌ تبحث عن مأوى.
تلك المخلوقات التي لا تطلب الكثير… سوى شقفة أمان، وفتات من الرحمة.
أين هي القوانين التي تحميها؟ أين الجمعيات الفاعلة لا الصورية؟بل أين هو الضمير؟ذلك الذي خُلِق ليكون أعدل من السوط، وأحنّ من سكين الغدر التي تطعن بها هذه الكائنات دون مبرر.
نرى من يقتل، ومن يُعذّب، ومن يربط الحيوانات ويجعلها سخرية لمواقع التواصل أو حقل تجارب.
بأي حق؟ ومن منح الإنسان سلطة الموت على من لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه؟إن الله، حين خلق الأرواح، جعلها أمانة…
واختبر بها عباده.
فمن لا يرحم الحيوان، لا يُرتجى منه رحمة بالإنسان.
ومن لا يرى في القط، والكلب، والطائر، كائنًا يستحق الحياة… فقد خسر إنسانيته قبل أن يخسر دينه.
إن حقوق الحيوان ليست ترفًا ثقافيًا، بل مِرآة نُعري بها حقيقة مجتمعاتنا.فالأمم التي تحفظ حق الكائن الأضعف، هي الأقرب للرحمة، والأجدر بالبقاء.
فلنُعلِ الصوت، لا بالحديث فقط، بل بالفعل…
ولنعِ أن في كل عينٍ تدمع بصمت، مسؤولية تُحاسب عليها قلوبنا يومًا ما.