طالب برتبة مناضل( قصة نجاح )
بغداد 24 – العراق
ميسان – محمد رشيد
العراقيون الحقيقيون أبطال على مر العصور دون استثناء على الرغم من قساوة الظروف التي دكتهم وغَرّبَتهم وبعثرت شملهم وبدلا من يستسلموا راح البعض منهم يمخر عباب التحدي ويبحرُ ضد التيار الجارف نحو الهاوية ليثبت في نهاية المطاف انه(الأصلح) . احد طلبة صف السادس العلمي أصر (مديره) ان يحرمه من الامتحان النهائي (البكالوريا) ليتركه وحيدا في غربة خانقة دون اصدقاءه لركوب قطار امتحان النجاح ليكونوا معا في الكليات التي جمعتهم بعد مرحلة الاعدادية وبعد سلسلة من الظروف القاهرة والاخفاقات التي سحقت حلمه من أجل المشاركة في الامتحان النهائي لم يصبه اليأس ولا الإحباط بل واصل مسيرة (حياته العملية) ليؤمن رزقه بعرق جبينه على الرغم من صغر سنه . بعد (سبع) سنوات عجاف مرت عليه قرر ان يدخل الامتحان النهائي هذه المرة بشغف واصرار وتحدي ومثابرة وكانت النتيجة وفقه الله ودعاء والده في تجاوز محنته حيث تخرج بتفوق وكان من (العشرة الأوائل) في مدينته وتم قبوله في ( جامعة ميسان – كلية الهندسة – قسم الكهرباء) وكانت الفرحة كبيرة( بحجم العراق) بالنسبة له ولعائلته وجميع محبيه وعلى الرغم من انه يعمل صباحا في (شركة أهلية) من ساعة (٧ – ٤) عصراً قرر ان يكمل تعليمه الجامعي المسائي من ساعة(٤ – ٨)وليلا يعمل في محل تجاري من ساعة(٨ – ١٢) من اجل دفع رسوم دراسته المسائية.
هنيئا لنا بهذا الشاب الطموح المناضل في مواصلة تعليمه وكسب رزقه الحلال في آن واحد. هذا الطالب يعتبر نموذجا للشباب العراقي المتنور الذي يسهم في بناء اسرته ومجتمعه ووطنه دون ان يفكر في وظيفة ضمن (القطاع الحكومي) بل أصر ان يكمل مشواره في معترك الحياة دون ان يثقل كاهل الحكومة العراقية مؤمنا بمقولته (ليس بالوظيفة وحدها يحيا الإنسان).