عاكف نجم… نبرة الصدق في زمن التمثيل المعلّب

بغداد 24 _ الأردن

في حضرة الفن الأصيل، يقف عاكف نجم شامخًا كأحد أعمدة الدراما الأردنية والعربية، حيث لا يملك المتلقي أمام أدائه سوى أن يُسلّم له بالتميّز والفرادة.

ولم تكن مسيرته الطويلة، التي زخرت بالأدوار المركبة والرسائل العميقة، لتبقى طيّ الكتمان؛ فقد احتفى به الفن وكرّمته المهرجانات، في إشادة مستحقّة بمن منح الشاشة العربية بعضًا من وهج الروح.

سينمانا الدولي ووسام التقدير العربي في عام 2022، كرّمه مهرجان سينمانا الدولي في دورته الرابعة إلى جانب كوكبة من كبار الفنانين العرب مثل دريد لحام وطارق عبد العزيز، في احتفال كان أقرب إلى عناق فني عربي، جمع الأصوات الصادقة في رسالة الفن.

وقد وُصف تكريمه حينها بأنه احتفاءٌ بـ”الفنان الذي رسم ملامح الشخصية العربية بعمقٍ دراميّ فريد”، لما قدّمه من أعمال هادفة حفرت بصمتها في ذاكرة المشاهد العربي.

وتقديرٌ لمسيرة فكر وموهبةأما في عام 2016، فقد نال الفنان تكريمًا خاصًا من مركز الإعلاميات العربيات، بعد أدائه اللافت في مسلسل “مدام بريزيدنت”، حيث أجاد تجسيد شخصية سياسية بمهارة تليق بمسرحي قدير.

جاء التكريم تتويجًا لتجربة درامية ناضجة، عبّرت عن وجه من وجوه الواقع السياسي العربي، وقدرته على أداء الأدوار التي تتطلب عمقًا نفسيًا وتحليلًا دراميًا ووعيًا اجتماعيًا.

وموعد مع المسرح والذاكرة وفي عام 2024، كان للفنان حضورٌ آخر مختلف في مهرجان المونودراما الثاني ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث كرّم بصفته عضوًا في لجنة المشاهدة، إلى جانب فنانين لهم باعهم في المسرح.

هذا التكريم لم يكن لأدائه فحسب، بل لإسهامه في تقييم الأعمال الفنية بعين الناقد الخبير، والمبدع الذي يقرأ النص من عمقه.

عاكف نجم، ليس مجرد فنان أدى أدوارًا عابرة، بل هو صوتٌ دراميّ ترك أثره في قلب المشاهد العربي، وها هو يحصد التكريمات كثمار لمسيرة لم تتخلّ عن الفن، ولم تتهاون في رسالته.

تكريماته ليست مجرّد جوائز، بل شهادات حب من جمهورٍ يؤمن أن الفن حين يكون صادقًا، لا بد أن يُحتفى به.

وفي ذاكرة الضوء.

لا يغيب مَن أشعل المشهدلم يكن عاكف نجم طيفًا عابرًا في مشهد الدراما، بل كان ولا يزال، نَبضًا حيًّا في قلب الفن العربي…

فنانٌ تشهد له الأدوار قبل التصفيق، ويوقّعه التعب قبل المديح.

في إحدى لقاءاته، قال:”لم أبحث عن الدور السهل… بل عن الدور الصادق، ذاك الذي يُنهكني ويتركني متأملًا… لأن الفن ليس مرآة للزينة، بل مرآة للوجدان.

“هذا الإيمان لم يكن شعارًا بل ممارسة يومية في كواليس كل مشهد، ودرسًا نادرًا في زمن تتزاحم فيه الأضواء وتتلاشى الظلال الحقيقية.

تكريمات عاكف نجم، لم تكن مجاملات بروتوكولية، بل شواهد على حكاية فنان شقّ طريقه على مهل، تاركًا خلف كل عمل، أثرًا لا يُمحى، وصدى لا يهدأ.

هو النجم الذي لا يحتاج إلى لقب، لأنه ببساطة… عاكف نجم.

Exit mobile version