
بقلم ✍🏼 عبير عبد الوهاب
بغداد 24 – العراق
في مشهدٍ أمنيٍّ مُثقلٍ بالتجاذبات والصراعات، برز الفريق أول عبد الأمير الشمري كأنموذج نادر لوزير داخلية أتى من الميدان لا من دهاليز السياسة.
بسط حضوره بنهجٍ مختلف قوامه الكفاءة والانضباط، لا المجاملة والولاءات، فاستحق أن يُصنَّف كأحد أنجح وزراء الداخلية الذين مرّوا على العراق في السنوات الأخيرة.
منذ لحظة توليه المنصب، شرع الشمري في إعادة ترتيب البيت الداخلي للوزارة.
أطاح بقيادات فاشلة، وأعاد التوازن للمؤسسة الأمنية.
لم تُرضِ قراراته جميع الأطراف، لكنها بثّت الهيبة من جديد في الجسد الأمني، وجعلت من المهنية معيارًا للاختيار، لا المحسوبيات والترضيات.
رفض أن تكون الوزارة حلبة لتقاسم النفوذ، وواجه ملفات حساسة بشجاعةٍ نادرة.
لم يركن للضغوط، بل واجهها بهدوء وحكمة، مستندًا إلى دعم شعبي متنامٍ وثقة داخل المؤسسة الأمنية نفسها. كان واضحًا منذ البداية: الوزارة للمواطن لا للأحزاب.
ما ميز الشمري أكثر من غيره هو استقلاليته النسبية في مؤسسة طالما كانت رهينة لتجاذبات السياسة.
فحين تُمنح الصلاحيات لرجل ميداني يعرف الأرض ويخوض تفاصيلها، تكون النتيجة أمنًا أفضل، ومؤسسة أكثر تماسُكًا.
وهذا ما تجسد في تجربته.
قد لا يكون مثاليًا، لكنه الوزير الذي قال لا للمحاصصة، وقال نعم للكفاءة والانضباط.
وفي وطن طال تغييب المخلصين فيه، تبرز الحاجة لأمثال عبد الأمير كحاجة لا تحتمل التأجيل.