مهرجان المسرح السرياني الأوّل يحتفي بمبدعيه و يكرم رواده في اربيل
بغداد 24 – العراق
أربيل – أمجاد ناصر
من أجل النهوض بالواقع المسرحي السرياني والاهتمام بشريحة الشباب من اصحاب الطاقات المسرحية بالاداء و التأليف و الاخراج و السينوغرافيا , احتضن قصاء عنكاوا فعاليات مهرجان المسرح السّرياني الأوّل ، الّذي تقيمه المديريّة العامّة للثقافة والفنون السِّريانية بإقليم كردستان العراق على قاعة الجمعية الثقافية الكلدانية بمشاركة الفرق المسرحية السريانية من اربيل و الموصل و بحضور نخبة متميّزة من نجوم وروّاد المسرح السّرياني و العراقي والكردستاني فضلا الى حضور ابرز الشخصيات من اصحاب البصمات المسرحية السريانية من القطر السوري الشقيق .
وتميز حفل الافتتاح والختام بتقديم الفعاليات والدبكات الاستعراضية الفلكلورية المستمدة من التراث السرياني قدمتها الفرقة السريانية للفنون في اربيل مع فرقة برمايا السريانية للفنون الشعبية من قامشلي .
وقدمت الفرق المشاركة , عرض مسرحية زواغا خرايا لفرقة شمشا للتمثيل التابعة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية , فكرة واعداد بيار لويس شير , ديلان خليل خوراني , اخراج بيار لويس شير , تمثيل ديلان خليل خوراني , وقدم معهد الفنون الجميلة / قره قوش مسرحية (ميم) ، سيناريو وإخراج وسام نوح بطرس ، تمثيل خالد مجيد طوبيا ، راما باسم بشير، وسيم ثائر خضر , وقدمت فرقة بيما مسرحية (كروا) تأليف وإخراج ثامر ميخائيل بتق , تمثيل أنس زهير حنان , كما قدمت فرقة مسرح قره قوش مسرحية (طقوس الحطب) تأليف أبراهيم يوحنا كولان وإخراج الدكتور نشأت مبارك صليوا ، تمثيل وسام خضر موسى ، مصعب ابراهيم محمد ، صدام سالم حنا ، مارال صباح ، ديما متي ، ماري ماجد ، ميليسيا عمار, وقدمت فرقة شمشا للتمثيل مسرحية (طوبيا) إخراج لطيف نعمان , و مخرج مساعد أنس عولو، خوان سيفان ، تمثيل لطيف نعمان، إيفان سعدي ، هدير كوندا ، أفين باهر .
وقال رئيس مهرجان المسرح السرياني الناقد المسرحي والروائي صباح هرمز الشاني : شهد المهرجان عروض مسرحية باللغة السريانيّة من مختلف المناطق العراقية جسدت الواقع الانساني العراقي و السرياني بشكل خاص ، و تنظيم حلقات وجلسات دراسيّة و نقاشية حول تاريخ و واقع المسرح السِّرياني وتكريم المبدعيين الاوائل منه تثمينا لجهودهم وإسهاماتهم وعطائهم الفني والإبداعي في مجال المسرح ، وفي مقدِّمتهم الفنَّان المغترب (روميو يوسف) و المخرج زهيرعبدالمسيح عبدوكا ، والفنّانة إخلاص متّي يعقوب ، والفنّان باسل شامايا ، وعائلة الفنّان الرّاحل دنحا بويا بالاضافة الى الفنّان السّرياني السُّوري إسكندر عزيز قولنج .
مضيفا : كما تم تكريم لجنة التحكيم المكونة من رئيس اللجنة الدكتور أحمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية وبعضوية د. منصور نعمان , د. بلقيس الدوسكي , الفنان رفيق حنا , الناقد حمه سوارعزیز , تثمينا على ما قدموه من جهود كبيرة لاختيارهم الاسماء الفائزة بالمهرجان .
اول عرض مسرحي عراقي سرياني من الموصل 1890م
كما اشار , كلدو رمزي المدير العام للثقافة والفنون السريانية في اقليم كردستان العراق : هذا المهرجان هو اللبنى الاولى لاظهار الفن السرياني الاصيل وملتقى المبدعين السريان الذي يعكس تطلعاتهم لمستقبل مشرق بعيون ملؤها الطموح ويبرز القيمة الوطنية والانسانية للمسرح التي غرسها فينا مؤسسوه الأوائل من السريان , هم الرواد الاوائل والمؤسسيين لمجالات ثقافية وفكرية متنوعة في الوطن فكان لهم السبق في الثقافة والأدب والفنون بأنواعها , و ينسب الفضل في تقديم العرض المسرحي الأول في العراق عام 1890م ، حينما شهدت مدينة الموصل عرض مسرحية الطيف وخوشابا لنعوم فتح الله سحار ، و سبقتها محاولات اخرى فكانت مسرحيات الاب حنا حبش الثلاث , تشكل الحجر الأساس واللبنة الأولى لتشييد صرح مسرحي عراقي .
مضيفا : تسعى مديريتنا إلى النهوض بواقع المسرح السرياني و دعم المسرحيين الشباب الموهبين مستلهمين روح الراحل الاديب سعدي المالح ، الذي شهدت المديرية بإدارته عصرها الذهبي ونافست في تنوع نشاطاتها المؤسسات الثقافية ، كوردستانيا ، وعراقيا وعربيا ، فكان شرف رئاسة هذا المهرجان لصديق عمره الناقد المسرحي الكبير صباح هرمز الشاني , و نسعى بهذة الخطوة ان نعد جسرا عتيدا بين المشهد المسرحي السرياني والمشهدين الكوردستاني والعراقي ، كما ياتي هذا الحدث الفريد بحضور قامة سريانية سورية كبيرة ابن القامشلي الفنان اسكندرعزيز قولانج بشينو تلك القامة الفنية التي أعطت لسوريا سنوات من الجهد المتميز على الصعيد الفني دراميا وسينمائيا ومسرحيا وقدمت وما زالت تقدم الإبداع تلو الإبداع رغم الظروف القاسية وجودكم إضافة كبيرة نعتز بها جميعا .
التضحية اساس الاستمرار بالعمل الفني
من جانبه أكد الفنان السوري اسكندرعزيز قولانج بحديث خص به جريدة الزمان : شعوري اليوم بالفخر و الاعتزاز والنصر , لمن اقام هذا المهرجان او ساعد بتقديم اي عمل فيه يستحق وسام الشرف لان ما شاهدته شبيه بالمعجزة و الفضل لللجنة والقائمين على تنظيم المهرجان استطاعوا ان يقدموا تحفة فنية ناجحة في أول مهرجان للمسرح السرياني بشكل مميز , المسرح والفن عموما يحتاج الى التضحية و بدونها لا يستمر, ومن يحب ان يقدم عملا فنيا يستمر للمستقبل و يبقى ذكرى لابنائه و احفاده ومن بعدههم يجب عليه التضحية وخاصة الشباب و الموهبين هذه رسالتي لهم التضحية قبل كل شيء ومن ثما الثقافة .
يذكر ان الفنان السوري اسكندرعزيز قولانج مواليد 1937 مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة ، وبدأ نشاطه الفني في سن مبكر، وأصبح عضواً في المسرح القومي بدمشق عام 1964 وأنضم إلى نقابة الفنانين عام 1968 ويملك أرشيفاً ضخماً من الأعمال التلفزيونية والإذاعية ، وأدى مؤخراً دور البطولة بفيلم دربو دحوبو (طريق الحب) في ألمانيا وتركيا من إنتاج شركة دربو ميديا بروديكشن الألمانية .
كما بين الدكتور علي الربيعي عميد كلية الفنون الجميلة الاسبق في جامعة بابل : بأن المسرح في العراق تأسس على أكتاف السريان , و أول عرض مسرحي للسريان في العراق كان من خلال عرض مسرحية يوسف الصديق التي قام بإخراجها الأب ماري جوزيف وقدمت في 4 تشرين الأول عام 1874 في مدرسة الآباء اللاتين في بغداد , وأول نص مسرحي مطبوع بمسرح الطفل في العراق (لطيف وخوشابا) .
كما قدم الدكتور نشأت مبارك عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل , ورقة نقدية (رمزيات التأسيس في المسرح السرياني) بأن المسرح السرياني يمتلك قاعدة الطقوس الدينية ، بما تتضمنه الأحتفالات الكنيسة بالقداس الديني و كأنها عرض مسرحي من خلال رجل الدين والجمهور .
السينما و المسرح تدعم المهرجانات الخاصة بالثقافات العراقية المتنوعة
وفي ختام المهرجان اعتلى المسرح , رئيس لجنة التحكيم الدكتور أحمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية ، مع لجنة التحكيم لقراءة البيان الختامي للمهرجان : تبارك اللجنة قيام هذا المحفل الابداعي المهم والمؤثر للمسرح السرياني و نتمنى الاستمرار للسنوات القادمة بمشاركة جميع المسرحيين المنتمين لهذه الثقافة العراقية المتميزة في كافة أرجاء الوطن وتكون مساحة مهمة لازدهار وتنمية أرث ثقافي عراقي مغایر و متميز بمرجعياته الطقسية والجمالية لتساهم في اثراء مشهد المسرح العراقي باضاءات ثقافية وابداعية جديدة كما ساهم به الرواد الأوائل من السريان في تأسيس الخطاب المسرحي العراقي , كما توصي اللجنة بالآتي : الارتقاء بمستوى العروض المشاركة في المهرجان من خلال تفعيل لجان المشاهدة واللجان التقيمية للنهوض بالمستوى الجمالي والابداعي للعروض المشاركة , و العمل على اللغة والطقوس و الرقصات والموسيقى و الملابس والاكسسوارت التي تبرز الهوية الثقافية لهذا المسرح العراقي العريق , وعمل ندوات ومؤتمرات فكرية و ورشات علمية وعملية عن المسرح بشكل عام و المسرح السرياني بشكل خاص ، للارتقاء بالثقافة المسرحية في المدينة وترتقي بالمسرح السرياني و تهيئة الكفاءات الشبابية للعمل في هذا المعترك الجمال والاهتمام بالقاعات المسرحية وتأهيلها بشكل يلائم الاحتياجات الفنية والتقنية للعروض المسرحية وتأسيس القاعات بشكل يوفر مجال المشاهدة الصحيحة للمتلقي , والتركيزعلى كتابة النصوص باللغة السريانية وترجمة النصوص العالمية لهذه اللغة وعمل على مسابقات تأليف النصوص المسرحية للكتاب السريانيين ، من اجل التأسيس الصحيح للحركة المسرحية السريانية في العراق والمنطقة والاهتمام بالجانب الاعلامي والارشيفي للمهرجان من خلال البث المباشر للفعاليات وتسويقها اعلاميا وارشفة كافة الفعاليات لكي تشكل مرجعا للدراسة والبحث الأكاديمي و العمل على دعم الفرق المسرحية وتخصيص الميزانيات والدعم لاعمالها بشكل سنوي .
مضيفا للزمان : علينا ان نعترف بان مدينة عنكاوا وبجهود ذاتية و بكوادر الشباب يتقدمها بعض الاساتذة استطاعوا ان يقدموا مهرجان مسرحي , فمن يقيم مهرجان او عرض مسرحية فهو انسان عظيم في العراق , وبالعادة تكون الخطوات الاولى بسيطة او متوسطة لكن حجم الجمهور الكبير الذي تفاعل مع العروض يبشر بالخير بأن القادم سيكون أجمل و علينا ان ندعم هذه الجهود الشبابية الرائعة لكي تخطوا باتجاه الخطوات الصحيحة التي نطمح اليها , وهذه المديرية للثقافة السريانية ستحقق انجازا كبيرا في الدورة القادمة اذا وجدت الدعم اللزم و يمكنها لاقامة المهرجان , و المسرح يحتاج الى شهور للتمارين و الدعم والتمويل و الديكورات و الاعلام وجميع مستلزمات العروض المسرحية , و لدينا خطة في السينما و المسرح في نهاية عام 2023 و بداية 2024 برعاية المهرجانات الخاصة بالثقافات العراقية المتنوعة خاصة لدينا ميزانية تمكنا من دعم مثل هذه النشاطات وسبق ان استضتفنا الفنون الشعبية والمسرحية لمدينة عنكاوا في بغداد , كما خصص رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ميزانية كبيرة لدعم الانتاج المسرحي و السينمائي و الدراما تشمل جميع اطياف المجتمع العراقي و غير محصورة للمركز و سيشهد عام 2024 نهضة سينمائية و مسرحية وتلفزيونة كبيرة و ستتسع قاعدة العمل الى خارج بغداد .
جوائز المهرجان
وفي ختام المهرجان حصلت مسرحية زواغا خرايا على جائزة أفضل نص وجائزة افضل عرض مسرحي وجائزة أفضل سينوغرافيك , اما جائزة أفضل ممثل لـلفنان أنس عولو عن مسرحية گروا ، جائزة أفضل ممثلة للفنانة أفين باهر عن مسرحية طوبيا ، جائزة أفضل مخرج للدكتور نشأت مبارك عن مسرحية طقوس الحطب , جائزة الممثل الواعد لوسيم ثائر خضر عن مسرحية ميم , فضلاً الى تكريم رئيس المهرجان الناقد المسرحي والروائي صباح هرمز الشاني .
حلقات نقاشية عن الريادة المسرحية و انجازات الدكتور عوني كرومي
كما شهد المهرجان حلقات نقاشية , كرست الاولى عن الريادة المسرحية في العراق .. ريادة سريانية تقديم أ.د.علي الربيعي عميد كلية الفنون الجميلة الاسبق في جامعة بابل وأ.د. نشأت مبارك عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل , وجاءت الحلقة النقاشية الثانية بعنوان الدكتور عوني الكرومي , مسيرة مسرحية حافلة بالانجازات والرؤى , تقديم الفنان رائد المحسن ، مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح مع المخرج المسرحي إبراهيم الحنون ، مع تكريم عائلة الدكتورعوني كرومي بدرع المهرجان ، تسلمته السيدة نادية كرومي , وعرض فلم وثائقي قصير عن المسرح السرياني في العراق .