كشمير… جرح مفتوح يشعل النزاع بين الهند وباكستان

بغداد 24 – كشمير

إعداد : – عبير عبد الوهاب

منذ أكثر من سبعة عقود، لا تزال كشمير – المنطقة الجبلية الساحرة الواقعة في قلب آسيا – مركزًا لأحد أعقد الصراعات الجيوسياسية في العالم.

الصراع بين الهند وباكستان على هذه البقعة لم ينطفئ، بل يتجدد مع كل أزمة حدودية أو تصعيد سياسي، ويهدد دوماً بانفجار نووي محتمل بين الجارتين.

تعود جذور الخلاف إلى عام 1947، حين قُسمت شبه القارة الهندية بعد الاستقلال عن بريطانيا إلى دولتين :- الهند وباكستان.

وكان على الولايات الأميرية، ومنها كشمير، أن تختار الانضمام إلى إحدى الدولتين.

وبينما كان سكان كشمير في غالبيتهم مسلمون، اختار مهراجا الولاية، وهو هندوسي، الانضمام للهند، ما فجّر أولى الحروب بين الدولتين.

ومنذ ذلك الحين، خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب كشمير، دون أن تُفضي أي منها إلى حل جذري.

بل تفاقم الوضع مع دعم جماعات مسلحة، وظهور النزعة الانفصالية، وتصاعد الهجمات الإرهابية التي غالباً ما تُتهم باكستان بتغذيتها.

ورغم المحاولات الدبلوماسية المتكررة، لا تزال كشمير مقسمة بحكم الأمر الواقع :- قسم تحت الإدارة الهندية، وآخر تحت الإدارة الباكستانية، بينما تبقى تطلعات السكان المحليين – الذين يتحملون وحدهم عبء الحرب والسلاح – عالقة في زوايا الصمت الدولي.

ففي عام 2019، ألغت الهند الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به إقليم كشمير، ما فجر موجة غضب عارمة لدى السكان، وردود فعل غاضبة من باكستان.

وأعادت هذه الخطوة خلط أوراق النزاع، وزادت من تعقيد الحلول المستقبلية.

وفي ظل امتلاك الطرفين للسلاح النووي، لا يُعد النزاع حول كشمير مجرد قضية إقليمية، بل تهديدًا دائمًا للأمن والسلم الدوليين، وسط مخاوف من أن تؤدي شرارة صغيرة إلى حرب لا تُبقي ولا تذر.

كشمير اليوم ليست مجرد خلاف على الحدود، بل مرآة لعقود من الانقسام، والتاريخ الدموي، والسياسة العمياء، التي لم تُنصف الأرض ولا الإنسان.

Exit mobile version