
بغداد 24 – اليمن
التوتر بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي المدعومة من إيران يتصاعد بشكل ملحوظ، خاصة بعد الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت قادة حوثيين وأسفرت عن مقتل 53 شخصًا وفقًا لمصادر يمنية.
هذه الضربات جاءت ردًا على الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، والتي تراها واشنطن تهديدًا مباشراً للملاحة الدولية ومصالحها في المنطقة.
في المقابل، خرج عشرات الآلاف من اليمنيين إلى الشوارع في صنعاء احتجاجًا على الغارات الأمريكية، في مشهد يعكس مدى التأثير الشعبي لهذا الصراع المتصاعد.
التحليل الإقليمي يشير إلى أن هذا التصعيد قد يتجه إلى مواجهة أوسع، خاصة مع استمرار الدعم الإيراني للحوثيين. إيران تستخدم الحوثيين كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، ما يجعل أي استهداف أمريكي جديد للبنية التحتية العسكرية للحوثيين محفوفًا بالمخاطر، إذ قد يدفع الجماعة إلى توسيع نطاق عملياتها ضد أهداف خليجية أو حتى أمريكية في المنطقة. من جهة أخرى، يبدو أن واشنطن مصممة على تقويض قدرات الحوثيين البحرية والصاروخية، ما يعني أن المواجهة قد لا تظل محصورة في الضربات الجوية المحدودة، بل قد تتوسع إلى عمليات عسكرية أوسع أو حتى مواجهات مباشرة بين القوى الإقليمية.
السعودية والإمارات، اللتان عانتا سابقًا من هجمات الحوثيين، تراقبان الوضع عن كثب، ومن غير المستبعد أن تنخرطا في أي تصعيد إذا استمر الحوثيون في تهديد الأمن الإقليمي. كذلك، فإن إسرائيل قد تكون معنية بالمواجهة، خاصة إذا استمرت إيران في دعم الجماعات المسلحة التي تستهدف السفن والبنية التحتية العسكرية في المنطقة.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية محتملة: الأول هو استمرار الصراع ضمن نطاقه الحالي، حيث تبقى المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين في إطار الضربات المتبادلة دون توسع جغرافي. الثاني يتمثل في تصعيد إقليمي أوسع قد يشمل دخول دول الخليج أو حتى إسرائيل على الخط، ما قد يشعل حربًا إقليمية مفتوحة.
أما السيناريو الثالث، فهو الوصول إلى تسوية دبلوماسية عبر وساطات دولية، خصوصًا من عُمان أو الأمم المتحدة، لتخفيف حدة التوتر وإعادة الأمور إلى طاولة المفاوضات.
في الوقت الراهن، تظل المواجهة محصورة في إطار “حرب الوكلاء”، لكن مع كل ضربة جديدة، يزداد خطر تحولها إلى نزاع إقليمي شامل، ما يجعل المنطقة على حافة انفجار قد تكون عواقبه وخيمة على الأمن والاستقرار الدوليين.