مهند محسن… حكاية فنان نحت اسمه وسط ركام الأزمات

بغداد 24 – العراق
بقلم :✍🏼 عبير عبد الوهاب
وسط تحديات الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتأجيل الأحلام في وطنه، برز اسم الفنان العراقي مهند محسن كأحد أبرز الأصوات الفنية التي نحتت مجدها بمشقّة، ورسمت ملامح حضورها وسط العواصف.
بدأ محسن مسيرته الفنية مبكرًا، من خلال انضمامه إلى فرقة “أطفال بغداد” عام 1981، حيث أطلق العنان لموهبته في مجال الغناء والإنشاد، قبل أن يتجه لاحقًا إلى التلحين، وصولًا إلى الغناء الاحترافي الذي رسّخ مكانته على الساحة الفنية.
تميّز الفنان مهند محسن بأسلوب غنائي خاص، استطاع من خلاله الجمع بين أصالة المقامات العراقية العريقة وحداثة التوزيع الموسيقي المعاصر، مما أهّله ليكون من الفنانين القلائل الذين ابتكروا طرازًا فنيًا متفرّدًا.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها خلال مسيرته، ظلّ محسن متمسكًا براية الفن العراقي الأصيل، ناقلًا إياه إلى آفاق عربية أوسع.
اتسمت أغانيه، رغم تحررها أحيانًا من البحور العروضية التقليدية، بانسيابها على إيقاعات مستوحاة من روح بحر الرمل والوافر والهزج، مع لمسات بارزة من الإيقاعات العراقية التراثية، كالجورجينا والبستة، ما أضفى على أعماله طابعًا خاصًا جمع بين الحداثة والأصالة.
وقدّم مهند محسن عددًا من الأغاني التي بقيت راسخة في ذاكرة المستمع العربي، من أبرزها:
“يا ناس دلوني”
“بعدك على بالي”
“يا حب”
“ما أريده”
“أنا عراقي”
“خذني وياك”
“عمي يا عمي”
تميّزت هذه الأعمال بمزجها بين الحزن الشفيف والفرح الممزوج بالحنين، مما عزّز علاقة الجمهور بفنه على امتداد الوطن العربي، من الخليج إلى بلاد الشام والمغرب العربي.
وفي عام 2025، يواصل محسن عطائه الفني، حيث أصدر:
أغنية “أنا أتحداك”
أغنية “حبه راح”
ألبومًا غنائيًا جديدًا يتضمن مجموعة من الأعمال التي تعكس نضج تجربته الفنية.
بعيدًا عن عالم الغناء، يمتلك محسن اهتمامات فنية وثقافية أخرى، إذ يعشق العزف على آلة العود، ويهوى السفر والاطلاع على مختلف الثقافات والفنون، وهو ما أضفى على تجربته مزيدًا من الغنى والتنوع.
اليوم، يقف مهند محسن شاهدًا على جيل من الفنانين الذين لم يقتصروا على الغناء فحسب، بل أسهموا في رواية حكاية وطنهم، مؤكدًا أن الفن الأصيل، مهما اشتدت العواصف، باقٍ لا يموت.