ناصر الغنام ⚔️شجاعةٌ تُدار بالحكمة وصمتٌ تقوده الهيبة

بغداد 24 – العراق
بقلم ✍🏼 عبير عبد الوهاب
رجلٌ لا يهوى الضجيج، بل يصنع الفارق بصمت الواثقين. حكيمٌ في قراراته، محنّكٌ في رؤيته، وسيدٌ في قرنه، لا تسبق خُطاه الفوضى، بل تتقدمه الهيبة والانضباط.
في زمن تعالت فيه شعارات الإصلاح دون تطبيق، وامتلأت الساحات بالضجيج، يظهر الفريق الركن ناصر أحمد الغنام بهدوءه المعتاد، محاطًا بالانضباط العسكري، وشخصية صلبة تفرض احترامها قبل أن تنطق بكلمة.
الغنام، القائد الذي لا تُغريه الكاميرات، ولا يسعى خلف التصفيق، أثبت حضوره في الميدان كما في الإدارة، جامعًا بين الحزم والوعي، بين النزاهة والموقف، وبين القيادة والمسؤولية الأخلاقية.
ولد الغنام في مدينة هيت بمحافظة الأنبار، والتحق بالدورة (74) في الكلية العسكرية.
تنقّل بين تشكيلات الجيش المختلفة، من الحرس الجمهوري إلى القوات الخاصة، ثم تصدّر مشهد الحرب على الإرهاب في مناطق عدة، بينها نينوى، الأنبار، بغداد، والبصرة.
لكن تاريخه لا يتوقف عند الانتصارات الميدانية، بل يتجلّى أكثر في موقفه الصريح من الفساد.
لم يهادن، لم يساوم، ورفض أن يكون جزءًا من شبكات الابتزاز السياسي أو المالي.
واجه منظومة مترهلة لا تخجل من العبث بمقدرات الدولة، ودفع ثمن مواقفه في الكواليس، لكنه ظل ثابتًا على مبدأ:- الدولة لا تُبنى على الخنوع.
ولعل أبرز ما يُحسب له، موقفه العلني والجريء ضد الابتزاز الأخلاقي الذي تتعرض له النساء داخل بعض المؤسسات. دعا لحمايتهن بقوة القانون، ووقف ضد كل من يحاول انتهاك كرامتهن تحت أي غطاء.
في تصريح له، قالها بوضوح: – من يساوم المرأة العراقية على شرفها لا يمثلنا.، وهو ما اعتبره كثيرون موقفًا أخلاقيًا عاليًا يعيد الاعتبار للقيم داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية.
ناصر الغنام لا يُجيد التطبيل، ولا يميل إلى الظهور الإعلامي المفرط، لكنه يعرف متى يتحدث، ومتى يصمت.
قيادته مزيج من الحزم والرؤية، وشجاعته لا تُدار بالعواطف، بل بضوابط صارمة لا تتهاون مع التراخي ولا مع الفساد.
رغم كل ما واجهه من تهميش ومحاولات لإقصائه، بقي الغنام أيقونة وطنية صامتة، تمضي بهدوء، لكنها تترك أثرًا لا يُمحى. رجلٌ لا تسبقه الفوضى، بل تتقدمه الهيبة.