امنرئيسيسياسةمحلي

كلمة إنغيبيورغ سولرون غيشلادوتير نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في ذكرى ابادة الأيزيديين

بغداد 24 – العراق

متابعة – شيماء العباسي

أود أن أعرب عن إمتناني للدعوة للتحدث في هذه المناسبة. لقد مرّت تسع سنوات منذ بداية الإبادة الجماعية التي تعرض لها المكون الأيزيدي في العراق على يد تنظيم “داعش”. في البداية، أريد أن أعرب عن تضامني القوي مع جميع ضحايا تلك الأيدولوجية المريضة والخطيرة. ولا تزال آثار تلك الأعمال الوحشية تؤثر على حياة الناجين، والمفقودين وعائلاتهم، والعراق بأكمله، وضمير كلّ إنسان في العالم.

لذلك، يتحتم علينا اليوم أن نجدّد التزامنا بمعالجة جراح ما حدث منذ آب 2014، ودعم الإيزيديين في إعادة بناء حياتهم من جديد.

لذا اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لتسليط الضوء على بعض النقاط  الرئيسية التالية:  

في الجانب السياسي، لدينا اتفاق سنجار لعام 2020 والذي في انتظار التنفيذ. آمل أن يتم تعيين قائممقام دون مزيد من التأخير، للعمل في هذا المنصب حتى إنتخابات مجالس المحافظات المقبلة.

فيما يتعلق بموضوع إعادة الإعمار، إنني على علم بالنداء الذي وجهته المنظمات غير الحكومية المجتمعة هنا من أجل إحداث زيادة كبيرة في التمويل الحكومي. إن الأمم المتحدة تلتزم بدعم حشد التمويل، وبتنسيق مشاريع إعادة الإعمار مع الحكومة والمجتمع المحلي في سنجار.

وفي الجانب الأمني، وبموجب اتفاق سنجار، ينبغي تشكيل قوة أمنية جديدة تتألف من 2500 عنصراً يتم تجنيدهم من بين أهالي سنجار. وكما علمت أن تدريب أول 500 عنصراً من هذه القوة سيبدأ قريباً.

وآمل أنه بإستعادة الإستقرار الإداري والأمني في سنجار، سيعود المزيد من الناس، مما يتيح إغلاق مخيمات النازحين أخيراً. ولا ينبغي أن نرتاح إلى أن يتم تحديد مصير الأيزيديين الذين لا زالوا مفقودين.

ودعوني أذكر مسألتين مهمتين، وهما التعويضات والمساءلة، حيث يتعين السعي لتحقيق ذلك بالتوازي مع عناصر اتفاق سنجار.

إن التعويضات تشكل أمراً جوهرياً للإعتراف بالضرر الذي لحق بالناجين ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم. وفي هذا السياق، فإن تبني “قانون الناجيات الأيزيديات لعام 2021” يعد مبادرة مهمة، ولكن يجب تنفيذ القانون بسرعة أكبر ودون عوائق لا داعي لها، وتوسيع القانون ليشمل كافة الضحايا، بمن فيهم الأطفال المولودين نتيجة الإغتصاب.

وفيما يتعلق بالمساءلة، يجب ان تتواصل الجهود لمحاكمة المسؤولين عن جرائم تنظيم داعش. ان المحاكمات مهمة لتحقيق العدالة وأيضاً لتفادي القاء اللوم على مكون بأكمله بسبب أفعال ارتكبها أفراد من ذلك المكون.

لقد سمعت من بعض الإيزيديين وجود عدم ثقة بأي شخص سني. ولكن في الوقت الذي انضم فيه بعض السنة في تنظيم داعش، ولزم الصمت العديد منهم ، تعرض البعض الآخر من السنة لمخاطر جدية من أجل مساعدة الإيزيديين في الإختباء والهرب. وفي هذا السياق، فإن عمل فريق التحقيق التابع للأمم المُتّحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) يعد أمراً بالغ الأهمية.

في الختام اسمحوا لي أن أؤكد بأن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، وفقاً لتفويضها، ستواصل دعم جهود حكومتي بغداد واربيل للمضي قدماً في تنفيذ إتفاق سنجار والقيام بالمبادرات المهمة الأخرى كما ذكرت سابقاً بالتعاون مع المنظمات الغير حكومية وبالتنسيق مع المكون الإيزيدي وبقية المكونات.

وفي النهاية ، ما هو على المحك هو مستقبل الإيزيديين في العراق والتعايش السلمي مع جميع المكونات الأخرى، مع نمو العراق كبلد ديمقراطي وتعددي يتم فيه إحترام حقوق الإنسان للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى ازالة ايقاق الاضافة لاستخدام الموقع ، الموقع محمي