عبير عبد الوهاب أحمد تفتح جرح الأرق بخاطرة جديدة بعنوان “ماذا بعد؟”

بغداد 24 – بغداد
تواصل الكاتبة والشاعرة عبير عبد الوهاب أحمد رحلتها في كشف أعماق الروح، بخاطرة نثرية بعنوان “ماذا بعد؟”
كُتبت بتاريخ 13/4/2025، وجاءت كصرخة صامتة في وجه ليالٍ لا تهدأ.
تتناول الخاطرة لحظات الأرق، وتلك الأسئلة التي تنبع من عمق الألم والخذلان والحنين، بأسلوب شعري رقيق، مليء بالصدق والعزف على أوتار القلب.
في “ماذا بعد؟”، لا تكتفي عبير بالبوح، بل تفتح نوافذ التأمل في مصير الحلم، والغياب، والوحدة، وتترك للقارئ نهاية مفتوحة كأفق لا حد له.
هذه الخاطرة تمثّل واحدة من أبرز محطات القسم النثري ، لما تحمله من صدق داخلي وسرد شفاف، يكشف هشاشة الإنسان في لحظاته الليلية الأكثر ضعفًا.
وتؤكد عبير أن الحرف في هذه المرحلة، ليس ترفًا أدبيًا، بل حاجة للنجاة… و”ماذا بعد؟” ليست مجرد سؤال، بل مرآة لقلق وجودي عميق، لا يهدأ إلا على الورق.
ماذا بعد؟
في عتمة الأرق،
حين ينام العالم على ضفاف النسيان،
أفتح قلبي على اتساعه لأسئلةٍ لا تنام:
ماذا بعد؟
ماذا بعد كل هذا الصبر المتعَب؟
كل هذا الانتظار الذي طال حتى نسيَ ما ينتظر؟
كل هذا الخذلان الذي صار مألوفًا كأنّه رفيق الدرب؟
كل هذا الحنين الذي لا وجه له، لكنه ينهش الروح كل ليلة؟
ماذا بعد الذين مرّوا كنسمةٍ واختفوا كعاصفة؟
أولئك الذين اقتطعوا من أرواحنا قطعةً،
ثم مضوا دون أن يلتفتوا خلفهم؟
ماذا بعد أن قلنا “سنكون بخير” ولم نكن؟
بعد أن اختنقنا بكلمات المواساة،
وصمتنا كي لا نفضح هشاشتنا؟
صرنا نتقن فنون الغياب،
حتى خفنا من الحضور،
وتعودنا على الوحدة،
حتى خجلنا من الأمل.
فماذا بعد؟
هل ثمّة فصل آخر للحكاية؟
أم أن النهاية كُتبت قبل أن نبدأ؟
ربما لا جواب…
لكننا نكتب، رغم كل شيء،
نكتب كأن في الحرف نجاة…
كأنّ في البوح بقايا حياة.