كلما كثرت اقنعتك كلما كنت اكثر شهرة وسلطة
الكاتبة \ علا الجبوري
في دنيانا لا نتنازل عن عقاب وجه حقيقي واحد عندما يخطيء لكن من المعتاد ان نتغاضى عن الف خطا قد يصدر من متعدد الاوجه .فحتى لو كنت ذا شأن وسلطة فانك ملاقي الحساب في ما تقدم وتفعل ولن يترك الزمان سلطانه عنك الا وقد اخذ منك كل دين ..
اليوم نرى الناس باحوال واموال واصول متعددة وان لم يكن الفكر منشغل بامور اهم لانشغلنا بحساب اوجه اغلب مرتادي المناصب السياسية والاجتماعية وحتى الدينية ولكانت لنا هذه من متع الحياة المؤلمة والعقيمة لكن في دوامة تعدد اوجه الحياة بات الحال اسوء من لعبة الشطرنج حيث لا وجود لاسود وابيض وانما تدرجات لكل الالوان وانعكاساتها حيث اصبحنا ندعو على زمان اشترى منا الضحكات وباعنا الالم والحسرة والحيرة وضياع الطريق والوطن .
ومما لا شك فيه ان لكل زمن تطوراته ومستحدثاته التي تاتي معه لكنها تختلف حسب طبيعة المجتمع وبنيته الثقافية والاجتماعية والركائز الاخلاقية التي يقوم عليها ومجتمع متعدد الطوائف والديانات والنفسيات مثل مجتمع العراق يحتاج الى غسيل دماغ من الاتربة القديمة ليحل محلها الغبار الجديد وتجلياته التي اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لاظهارها ونموها وتوزيعها لكل بلدان العالم حيث اصبحنا نرى الوان المشاهيرتتغير مع كل مصلحة تاتي لايديهم ومع كل هبة ريح تدعوهم لتسلق سلم الشهرة الخيالي وعلى شاكلتهم الساسيين والباحثين والاكاديميين ورجال الدين والذي زهد اغلبهم الاخرة واستنفع بالدنيا بكل مميزات الجنة الموعودة .ومن منبر الصحافة نرى الالوان الانتخابية وقد باتت تلوح في الافق منذ فترة ليست بقليلة واخذ كل مرشح ماخذه من الاعلام ودوره فنرى الوجوه المتعددة للوسيلة الاعلامية وهي تتقلب بين مصلحتها وتهديدها وابتزازها حتى ضاعت اقلام الحق في فورة الباطل العتيق .
في دنيا الوجوه الكثيرة اصبح صعب على رحالة العصر من الشباب الذين يتطلعون لغدهم بعين مترقبة ان يثقوا بما يرون ويسمعون فلكل وجه رأي ولكل رأي وجه يختلف بين ساعة واخرى وفي هذا الوقت تنقلب موازين كثيرة من قرارات واحداث واوضاع قد لا تخطر على البال ولا تهفو على النفس وعلى الشباب ان يتلقى كل ما يرى ويسمع دون ان يتاثر ويتمشدق وهذا ضرب من الجنون بعيد عن العاقل ان يصاب به .
فنعود في المربع الاوحد لنقول تعددت الوجوه والنتيجة متعددة معها واليها ولكن من يملك وجه واحد الى متى سيحيا بين هذا التعدد ….