بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ مليون متر مكعب يومياً، السوداني يطلق مشروع محطة تحلية مياه البحر في ميناء الفاو الكبير

بغداد 24 -العراق

البصرة – أمجاد ناصر

أطلق رئيس مجلس الوزراء، المهندس محمد شياع السوداني، يوم الخميس، الأعمال التنفيذية لأحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في العراق والمنطقة، والمتمثل في محطة تحلية مياه البحر في ميناء الفاو الكبير، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ مليون متر مكعب يومياً، في خطوة وُصفت بأنها “تحول نوعي” في معالجة شح المياه في محافظة البصرة والمحافظات المجاورة.

وأكد السوداني، خلال حفل الإطلاق الذي حضره عدد من المسؤولين المحليين والفنيين، من ضمنهم محافظ البصرة اسعد العيداني مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق الدكتور المهندس فرحان الفرطوسي، أن المشروع يُمثل حلاً جذرياً ومستداماً لأزمة المياه المتفاقمة، خصوصاً مع التراجع المستمر في نسب الأمطار والإطلاقات المائية من دول الجوار، إلى جانب التحديات البيئية التي تواجه حوض شط العرب.

وقال رئيس الوزراء إن المشروع تم نقله من وزارة الإعمار إلى محافظة البصرة، في إجراء يهدف إلى ضمان سرعة التنفيذ ومتابعة مباشرة من السلطات المحلية، مشدداً على أن حكومته أدرجت هذا المشروع ضمن أولوياتها الخدمية والتنموية.

وأوضح أن مشروع التحلية، المنفذ بالشراكة بين شركة الرضا العراقية وشركة باور تشاينا العالمية، سيوفر أكثر من 3500 فرصة عمل، وسيخدم ما يزيد عن أربعة ملايين نسمة، وهو ما يعزز الاستقرار الخدمي والاقتصادي في البصرة، ويمهّد لبنية تحتية قادرة على مواكبة المشاريع العملاقة التي تشهدها المحافظة.

من جانبه، وصف مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق، الدكتور فرحان الفرطوسي، المشروع بأنه نقلة نوعية واستراتيجية على مستوى البنى التحتية، مشيراً إلى أنه سيلعب دوراً محورياً في دعم منظومة ميناء الفاو الكبير، من خلال تأمين المياه اللازمة للأعمال التشغيلية والإنشائية والرصف والخدمات الصناعية، بالإضافة إلى كونه مصدر مياه مستقراً ومستداماً للبيئة المحيطة.

وأضاف الفرطوسي أن المشروع لم يكن مجرد خيار تقني، بل ضرورة وطنية فرضتها التحديات المائية الحادة في المناطق الجنوبية، مع تراجع تدفق المياه في شط العرب، مما يستوجب اعتماد تقنيات التحلية الحديثة كحل طويل الأمد.

وأكد أن تكامل مشاريع المياه والطاقة والموانئ يشكل الأساس لبناء عراق حديث، قادر على التفاعل بمرونة وكفاءة مع التحولات الإقليمية والدولية في قطاع النقل البحري وسلاسل الإمداد.

وأشار إلى أن المشروع سيتضمن وحدات متقدمة لمعالجة وتنقية المياه، وفق أعلى المعايير البيئية والصحية العالمية، ما يجعله نموذجاً يحتذى في التعامل مع التحديات المائية، ويؤكد التزام الحكومة بدفع المشاريع السيادية إلى الأمام.

ويعد هذا المشروع واحداً من عدة مشاريع كبرى تشهدها محافظة البصرة حالياً، في إطار خطة وطنية شاملة تستهدف تعزيز البنية التحتية للخدمات، وتحقيق الأمن المائي، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.