طه عبد السلام الدوري فارس بغداد وصوت الإنسانية على صهوة الخيل
بغداد 24 _ بغداد
اليوم / الأربعاء 5/ تشرين الثاني/ 2025
من قلب العاصمة بغداد، يطلّ علينا طه عبد السلام ضاري الدوري، فارسٌ شابّ جمع بين الانضباط العسكري والدقّة العلمية، وبين الحنان الإنساني وروح الفروسية.
يعمل في المجموعة الطبية للأدلّة الجنائية، ومع ذلك لم تمنعه مهنته الدقيقة من ملاحقة شغفه بالخيل، ذلك الشغف الذي بدأ قبل خمسة أعوام وتحول إلى مسيرة زاخرة بالبطولات المحلية والتجارب الإنسانية الفريدة.
طه الدوري لم يكن فارسًا عاديًا، بل جعل من الفروسية جسرًا يربط بين الرياضة والعلاج النفسي، من خلال تدريب الأطفال، وخصوصًا أطفال التوحّد، على التعامل مع الخيل.
يقول الدوري في حديثه لـ بغداد 24: الخيل مدرسة في الصبر والصدق. حين يرى الطفل الحصان، يشعر بالأمان أكثر مما يشعره مع أي إنسان، لذلك أعتبر كل لحظة تدريب تجربة علاجية متبادلة بين الفارس والطفل.
ويضيف الدوري : دخلت مجال الفروسية منذ خمس سنوات فقط، لكني أعيش معها عمرًا كاملًا في كل سباق وكل تدريب. البطولة الحقيقية ليست في الفوز بالكؤوس، بل في بناء الثقة بالنفس عند من يفقدها.
ويتابع الدوري حديثه عن تجربته في تدريب الأطفال أطفال التوحّد لديهم حسّ مرهف تجاه الخيل، يقرأونها بطريقة مختلفة.
حين يلمس الطفل وجه الحصان أو ينظر في عينيه، كأنهما يتحادثان بصمت.
هناك لغة لا يراها إلا من يعيشها.
ويضيف قائلاً: خلال عملي تمكّنت من معالجة عدد كبير من حالات التوحّد من خلال جلسات فروسية منتظمة، وهذا ما زاد من إصراري واستمراري وطموحي في هذا المجال الإنساني الفريد.
أما عن طموحاته المستقبلية، فيقول الدوري بثقة الفارس المؤمن برسالته: أحلم بإنشاء مركز متخصّص لتأهيل الأطفال من خلال الفروسية، ليكون ملاذًا تربويًا وعلاجيًا يجمع بين الخيل والعلم، ويمنح الأطفال فرصة لاكتشاف ذواتهم من جديد.
طه عبد السلام الدوري مثالٌ للفارس الذي لا يحمل سيفًا، بل يحمل قلبًا نبيلًا ورسالة إنسانية، يعلّم الأطفال كيف ينهضون بثقة كما تنهض الخيول دائمًا، مهما تعثّرت خطواتها.
