
بغداد24 – الهند
بغداد 24 – متابعة
في حادث مأساوي هزّ عالم الرياضة، توفي العداء البريطاني الشهير فوجا سينغ، الملقب بـ”العداء المعمّر”، عن عمر ناهز 114 عامًا، إثر تعرضه لحادث سير في قريته بيس بيند قرب غالاندهار في إقليم البنجاب الهندي.
وأفادت تقارير هندية أن سينغ، الذي يُعتقد أنه أكبر عداء في العالم ينجز سباقات ماراثونية، صدمته سيارة أثناء محاولته عبور الطريق، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة فارق الحياة على إثرها يوم الاثنين.
وقد أكّد نادي الركض الخيري “سيخ إن ذا سيتي“، ومقره لندن، خبر الوفاة، معلنًا أن فعاليته القادمة في إلفورد شرق لندن، ستكون مخصصة لتأبين مسيرة سينغ الرياضية الحافلة وتكريم إنجازاته.
وُلد سينغ في 1 أبريل 1911 بإقليم البنجاب عندما كانت المنطقة تحت الحكم البريطاني، وكان أصغر أربعة أطفال في عائلة مزارعين. عانى في طفولته من نحافة شديدة وضعف في الساقين، ولم يتمكن من المشي حتى بلغ الخامسة. لكنه تجاوز كل التحديات الصحية ليصبح لاحقًا أسطورة في رياضة التحمل.
استقر فوجا سينغ في لندن منذ عام 1992 بعد وفاة زوجته، وبدأ رحلته في الماراثون في سن متأخرة، لكنه سرعان ما أبهر العالم بتحطيمه لعدة أرقام قياسية في فئات عمرية مختلفة.
وقد أصبح مصدر إلهام عالمي بعد مشاركته في سباقات الماراثون حتى بعد تجاوزه سن المئة. وبلغت شهرته ذروتها حين شارك في حمل شعلة أولمبياد لندن 2012، قبل أن يعلن تقاعده من السباقات بعمر 101 عامًا.
ورغم أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية وصفت إنجازه بـ”الملهم”، فإنها لم تتمكن من توثيق رقمه لعدم توفر شهادة ميلاد رسمية، حيث لم تكن الهند تُصدر تلك الوثائق عام 1911. لكن جواز سفره وثق تاريخ ميلاده، كما تلقى في عيد ميلاده المئة رسالة شخصية من الملكة إليزابيث الثانية تقديرًا لمسيرته الاستثنائية.
برحيل فوجا سينغ، يفقد العالم رياضيًا فذًا تجاوز حدود العمر والإمكانات، ورسّخ اسمه كأيقونة للإرادة والصبر والإلهام عبر الأجيال.
وقال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي عبر منصة إكس يوم الثلاثاء “كان رياضيا استثنائيا ذو عزيمة مذهلة. رحيله مؤلم. تعازيّ لعائلته ومعجبيه الذين لا حصر لهم حول العالم”.
